للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٣ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الدين ليأرِزُ إلى الحجاز كما تأرِزُ الحيّة إلى جُحْرها، وليعْقلَنّ الدين من الحجاز معقلَ الأرْوِيّة من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبي للغرباء الذين يُصلحون ما أفسد الناسُ من بعدي من سُنَّتي".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان (١) عن عبد الله بن عبد الرحمن أنا إسماعيل ابن أبي أويس حدثني كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

قلت: وكثير بن عبد الله قد تقدم ذكره في الحديث قبله وقد ذكر الشيخ هذا الحديث في شرح السنة (٢) منقطعًا بصيغة التمريض ونسبه إلى يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده فقال: وروى عن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده عن رسول الله وساقه، وهو وهم، وصوابه: عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف بن يزيد بن ملحة عن أبيه عن جده يعني عن أبي كثير وهو عبد الله عن جده وهو عمرو بن عوف وأما يزيد بن ملحة فجاهلي.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: وليعقلن الدين من الحجاز إلى آخره أي ليمنعن، والعقل: المنع، يقال عقل الوعل أي امتنع في الجبال العوال، يعقل عقولًا وسمي العقل عقلًا لأنه يمنع صاحبه مما لا يليق، فيحتمل أن يكون معنى الحديث: ليمنعن الدين ويتخذ من الدين الحجاز ملجأ وحصنًا كما يتخذ الأروية من الجبل.

قال في النهاية (٣): أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إليه كالوعل إلى رأس الجبل والأروية: الأنثى من الوعل انتهى. ويحتمل أن يكون المعنى: أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز يعرضون عنه ولم يبق منهم فيه أحد والأول أظهر.


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٣٠) وإسناده ضعيف جدًّا.
(٢) شرح السنة (١/ ١٢٠).
(٣) النهاية (٢/ ٢٨٠).