للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٣٤ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليأتينّ على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النَّعل بالنَّعل حتى إن كان منهم من أتى أُمَّه علانيةً لكان من أمتي من يصنع ذلك، وإنّ بني إسرائيلَ تفرَّقَتْ على ثِنتين وسبعينَ مِلَّة، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين مِلّة، كلّهم في النار إلا مِلَّة واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي".

قلت: رواه الترمذي في الإيمان من حديث عبد الله بن عمرو وقال: هذا حديث غريب لا نعرف مثل هذا إلا من هذا الوجه انتهى (١).

قلت: وفي سنده عبد الرحمن بن زياد الأفريقي قال الذهبي فيه: ضعفوه (٢).

وأمتي: يجوز أن يراد بهم أمة الدعوة فيندرج سائر أرباب الملل الذين ليسوا على قبلتنا، أو أمة الإجابة، فالمراد أهل القبلة. والملة: لما شرع الله لعباده على لسان النبي ليتوصلوا به إلى النجاة ثم توسع فيها بعد ذلك فاستعملت في الملل الباطلة. والحذو: بالحاء المهملة والذال المعجمة وهو القطع وحذوت النعل بالنعل إذا قدرت كل واحدة على صاحبتها.

١٣٥ - وفي رواية معاوية: "وواحدة في الجنة وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي قوم تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دخله".

قلت: رواه أبو داود في السنة (٣) من حديث معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال: ألا إن


(١) أخرجه الترمذي (٢٦٤١) وإسناده ضعيف. ولكن الحديث يتقوى بما رواه أبو داود (٤٥٩٦)، والترمذي (٢٦٤٠)، وابن ماجه (٣٩٩١)، وأحمد (٢/ ٣٣٣٢) من رواية أبي هريرة وإسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٥٣٤٣) دون قوله: "حتى إن كان من أتى أمه علانية، لكان من أمتي من يصنع ذلك".
(٢) انظر: الكاشف (١/ ٦٢٧ رقم ٣١٩٤)، وقال الحافظ في التقريب (٣٨٨٧): ضعيف في حفظه.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٥٩٧) وإسناده حسن.