للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع لها وذلك بإحيائهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون في الوقت الذي يريده الله.

قال النووي: وهذا هو الظاهر المختار الذي تقتضيه أحاديث السلام على القبور. (١)

٣٠٤٣ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يَرُدّ إليهم أموالهم، وسَبْيهم، قال: "فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السَّبْي، وإما المال! " قالوا: فإنا نختار سَبْينا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد: فإن إخوانكم قد جاؤوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سَبْيَهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه، حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا، فليفعل"، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم"، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا.

قلت: رواه البخاري في مواضع منها في المغازي، والنسائي وأبو داود في الجهاد وفي السير مختصرًا ومطولًا من حديث مروان بن الحكم (٢)، والمسور بن مخرمة ولم يخرج مسلم عن مروان في صحيحه شيئًا، ومن تراجمه عليه باب إذا وهب شيئًا لوكيل أو شفيع قوم جاز" لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لوفد هوازن حين سألوه الغنائم، فقال: نصيبي لكم.

٣٠٤٤ - قال: كان ثقيف حليفًا لبني عُقَيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأسَرَ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني عُقَيل، فأوثقوه وطرحوه في الحرة، فمرّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - فناداه: يا محمد! فيم أخذت؟ قال: "بجريرة حلفائكم ثقيف"، فتركه ومضى، فناداه: يا محمد يا محمد، فرحمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجع، فقال:


(١) المنهاج (١٧/ ٢٠٧).
(٢) أخرجه البخاري (٤٣١٨)، والنسائي (٨٨٧٦)، وأبو داود (٢٦٩٣).