مطيع أنه سمع أبا هريرة يقول: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبًا ولا فضة وإنما غنمنا البقر والإبل والغنم والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى ومعه عبد يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... " الحديث.
هذا لفظ البخاري، ولمسلم نحوه.
قال الدراقطني: قال موسى بن هارون: وهم ثور بن زيد في هذا الحديث لأن أبا هريرة لم يخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني إلى خيبر، وإنما قدم المدينة بعد خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، وأدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد فتح الله عليه خيبر.
قال أبو مسعود الدمشقي: وإنما أراد البخاري ومسلم من نفس هذا الحديث قصة مدعم في غلول الشملة التي لم تصبها المقاسم، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنها لتشتعل عليه نارًا". (١)
قلت: ولذلك حذف صاحب المصابيح أول الحديث واقتصر على المقصود منه.
ومِدْعم: هو بكسر الميم وإسكان الدال وفتح العين المهملتين.
وعائر: بعين مهملة هو الذي لا يدرى من رماه.
والمهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِدْعم هو رفاعة بن زيد كما جاء في بعض طرق الحديث.
٣٠٧٣ - قال: كان على ثَقَل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له: كركرة، فمات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هو في النار"، فذهبوا ينظرون، فوجدوا عباءةً قد غلّها.
(١) انظر: كتاب الأجوبة للشيخ أبي مسعود عما أشكل الشيخ الدارقطني على صحيح مسلم بن الحجاج ص (١٨٧ - ١٨٨)، وقال الحافظ ابن حجر بعد ذكره كلام الدارقطني == وأبي مسعود: قلت: وكأن محمد بن إسحاق صاحب المغازي استشعر بوهم ثور بن يزيد في هذه اللفظة، فروى الحديث عنه بدونها، أخرجه ابن حبان والحاكم وابن منده من طريقه بلفظ: "انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى، انظر: الفتح (٧/ ٤٨٨).