للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: حلة سيراء، هو بسين مهملة مكسورة ثم ياء مثناة من تحت مفتوحة ثم راء ثم ألف ممدودة، قال النووي (١): ضبطوا الحلة هنا بالتنوين على أن سيراء صفة وبغير تنوين على الإضافة، قالوا: وهي برود يخالطها حرير وهي مضلعة بالحرير وكذا فسرها في الحديث في أبي داود، وشبهت خطوطها بالسُيور، وقيل: إنها حرير محض، قال أهل اللغة: والحلة لا تكون إلا ثوبين، وتكون غالبًا إزارًا ورداء.

٣٤٦٤ - "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إصبعيه: الوسطى والسبابة، وضمّهما".

قلت: رواه الشيخان في اللباس من حديث عمر بن الخطاب. (٢)

٣٤٦٥ - أنه خطب بالجابية، فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لبس الحرير، إلا موضع إصبعين، أو ثلاث، أو أربع.

قلت: رواه مسلم والترمذي كلاهما في اللباس من حديث سويد بن غفلة عن عمر بن الخطاب (٣)، وهذه الزيادة في هذه الرواية من أفراد مسلم عن البخاري.

وهذا مما استدركه الدارقطني على مسلم (٤) وقال: لم يرفعه عن الشعبي إلا قتادة وهو مدلس. رواه شعبة عن أبي السفر عن الشعبي من قول عمر موقوفًا عليه، ورواه بيان وداود بن أبي هند عن الشعبي عن عمر موقوفًا عليه. (٥)

قال النووي (٦): والثقة إذا انفرد برفع ما وقفه الأكثرون كان الحكم لروايته، وحُكم بأنه مرفوع على الصحيح الذي عليه الفقهاء والأصوليون ومحققو المحدثين.


(١) المنهاج (١٤/ ٣٨).
(٢) أخرجه البخاري (٥٨٢٩)، ومسلم (٢٠٦٩).
(٣) رواه مسلم (٢٠٦٩)، والترمذي (١٧٢١).
(٤) الإلزامات والتتبع (٣٨٥ - ٣٨٦).
(٥) أخرجه موقوفًا النسائي في الكبرى (٩٦٣١) (٩٦٣٢).
(٦) المنهاج (١٤/ ٤٨).