للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "أصبح يومًا واجمًا" هو بالجيم وهو الساكت الذي يظهر عليه الهم، وقيل هو الحزين.

و"الجرو الكلب" بكسر الجيم وضمها وفتحها، ثلاث لغات وهو الصغير من أولاد الكلاب وسائر السباع.

والفسطاط: فيه ست لغات فسطاط وفستاط بالتاء، وفساط بتشديد السين وتضم الفاء فيهن، وتكسر وهو نحو الخباء.

قال القاضي (١): والمراد به هنا بعض حجال البيت، بدليل قولها في الحديث الآخر "تحت سرير عائشة"، وأصل الفسطاط عمود الأخبية التي تقام عليها.

قوله: "لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" قال العلماء: سبب امتناع الملائكة من بيت فيه صورة كونها متضمنة فيها مضاهاة لخلق الله، وقد عبدت الصور من دون الله، وسبب امتناعها من بيت في كلب لكثرة أكله النجاسات ولقبح رائحة الكلب.

قال العلماء: وهؤلاء الملائكة هم الذي يطوفون بالرحمة والبركة والاستغفار، وأما الحفظة فيدخلون كل بيت لا يفارقون بني آدم، وخصّ الخطابي (٢) الكلب بما يحرم اقتناؤه، والصورة بما يحرم فعلها، أما كلب الصيد وما أشبهه والصورة الممتهنه فلا، وتبعه القاضي (٣)، وخالف النووي (٤)، وقال: إنه عام في كل كلب، وكل صورة لإطلاق الأحاديث, ولأن الجرو الذي كان في بيته - صلى الله عليه وسلم - كان فيه عذر ظاهر لأنه لم يعلم به، ومع ذلك امتنع جبريل من دخوله، فلو كان العذر لا يمنع لم يمتنع، قوله: "حتى أنه أمر بقتل كلب الحائط الصغير" إلى آخره.

الحائط: البستان، والفرق بينهما أن الحائط الكبير يحتاج إليه، وهذا منسوخ.


(١) انظر: إكمال المعلم (٦/ ٦٣٠)، والنهاية لابن الأثير (١/ ٣٤٦).
(٢) أعلام الحديث (٢/ ١٤٨٦).
(٣) انظر: إكمال المعلم (٦/ ٦٣٠).
(٤) المنهاج للنووي (١٤/ ١١٨).