للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد تقدم في آخر الجنائز ما ظاهره مخالف لهذا الحديث، وينسبه عليه وهذا الحديث يشهد لما قاله المتولي من أصحابنا أن المبتدئ بذلك لا يكون سلامًا فلا يستحق جوابًا لأنَّ هذه الصيغة لا تصلح للابتداء وقد قطع الإمام الواحدي بأنّه إذا قال: عليك أو جوابًا، لأنَّ هذه الصيغة لا تصلح للابتداء، وقد قطع الإمام: عليكم السلام بغير واو فهو سلام يتحتم على المخاطب به الجواب، وإن كان قد خالف اللفظ المعتاد وقد جزم إمام الحرمين بما قاله الواحدي، وقال النوويّ (١): هو الظاهر وقد جعله الأصحاب سلامًا في التحلل من الصلاة، وما قاله الواحدي ومن وافقه يدفعه هذا الحديث، وقد قال النووي: يحتمل أن يكون هذا الحديث ورد في بيان الأحسن والأكمل، انتهى.

وقد تنازع في ذلك، قال الغزالي في الإحياء: يكره أن يقول ابتداءً عليكم السلام لهذا الحديث، وقول النوويّ: المختار أنَّه تكره هذه الصيغة ابتداءً فإن ابتدأ وجب الرد، ليس بجيد، والله أعلم (٢).

٣٧٢٨ - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ على نسوةٍ، فسلم عليهن.

قلت: رواه الإمام أحمد عن محمَّد بن جعفر عن جابر عن رجل عن طارق التميمي عن جرير وفيه رجل مجهول (٣) ويشهد له حديث شهر بن حوشب أخبرته أسماء بنت يزيد قالت: "مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا في نسوة فسلّم علينا" رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في الأدب، والترمذي في الاستئذان ثلاثتهم من حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت


(١) انظر: الفتوحات الربانية (٥/ ٣١٩ - ٣٢٤)، ونقله الحافظ في الفتح (١١/ ٤) عن النوويّ.
(٢) انظر: الأذكار للنووي مع الفتوحات الربانية (٥/ ٣٢٠، ٣٢٤).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٣٥٧). إضافة إلى رجل مبهم، فيه جابر وهو ابن يزيد الجعفي وهو ضعيف، وطارق التميمي من رجال "التعجيل" وهو مجهول، لم يرو عنه إلا جابر الجعفي.