للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الزمخشري (١): قالوا: ما أحسن سمته أي طريقته التي ينتجها في تحرّ من الخير والتّزي بزي الصالحين، والهَدْي السيرة النبوية يقال: هدى هدّى فلان أي سار سيرته واهدوا هَدْي عمار.

والدل: حسن الشمائل قال ابن الأثير (٢): الدلال والهدي والسمت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة والطريقة، واستقامة المنظر والهيئة، وقال: صنف الحافظ الأصفهاني المعروف بابن المقري جزءًا لطيفًا في التوسع في تقبيل اليد (٣)، وذكر فيه حديث ابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وبريدة بن الحصيب وصفوان بن عسال وزارع بن عامر العبدي في ذلك، وذكر فيه آثارًا صحيحة عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، واعلم أن تقبيل يد الغير إن كان لزهده وصلاحه أو علمه أو شرفه وصيانته أو نحو ذلك فمستحب، وإن كان لدنياه وشوكته وجاهه فمكروه، كراهة شديدة، وقال المتولي: لا يجوز ذلك، ولعل ما نقل عن مالك من الكراهة لتقبيل اليد محمول على ما قلناه.

وفي حديث عائشة هذا دليل على التوسع في القيام على وجه الإكرام بل وللإعظام لمن ينبغي أن يعظم قدره (٤).

٣٧٦٧ - قال: دخلت مع أبي بكر أول ما قدم المدينة، فإذا عائشة ابنته مضطجعة، قد أصابتها حمى، فقال: كيف أنت يا بنية؟ وقبّل خدها.


(١) انظر: الفائق (٢/ ١٩٩).
(٢) انظر: النهاية (٢/ ١٣١)، وليس فيه ذكر الجزء.
(٣) قد طبع هذا الجزء باسم: الرخصة في تقبيل اليد للحافظ أبي بكر محمَّد بن إبراهيم ابن المقرئ (ت ٣٨١ هـ) طبعته دار العاصمة بالرياض في عام ١٤٠٨ هـ ويقع في ١١١ صفحة مع المقدمة والفهارس.
(٤) انظر لهذه المسألة: بدر التمام في مسألة القيام للشيخ الألباني -رحمه الله-.