للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه البخاري في صحيحه في آخر كتاب الأدب بهذا اللفظ وأبو داود مختصرًا في الأدب والترمذي في الاستئذان والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث أبي ذيب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة ولم يخرجه مسلم. (١)

ومعنى: "يحب العطاس" أن العطاس سببه محمود وهو: خفة الجسم التي تكون لقلة الأخلاط وتخفيف الغذاء، وهو أمر مندوب إليه، لأنه يضعف الشهوة ويسهل الطاعة، والتثاؤب: ضد ذلك وإنما أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يزين للنفس شهواتها (٢).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كان حقًّا على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله" قال في شرح السنة (٣): يريد أنه من فروض الكفايات وما قاله ليس بمذهب الشافعي بل مذهب مالك، وذهب الشافعي وأصحابه إلى أنَّه سنة وأدب كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام" وذهب أهل الظاهر إلى وجوبه واختلف العلماء في كيفية الحمد والرد فقيل: يقول: الحمد لله رب العالمين، وقيل: الحمد لله على كل حال وقيل: مخير بين هذا كله.

قال النووي (٤): وهذا هو الصحيح وأما لفظ التشميت، فقيل: يقول يرحمك الله، وهذا الحديث يشهد له، وقيل: يقول الحمد لله يرحمكم الله، وقيل: يقول يرحمنا الله وإياكم.

- وفي رواية: "فإن أحدكم إذا قال: هاه، ضحك منه الشيطان".


(١) أخرجه البخاري (٦٢٢٦)، وأبو داود (٥٠٢٨)، والترمذي (٢٧٤٧)، والنسائي في الكبرى (١٠٠٤٣)، وفي عمل اليوم والليلة (٢١٥).
(٢) انظر هذا الكلام في الأذكار للنووي (٣٣٧ - ٣٣٨).
(٣) (١٢/ ٣٠٧).
(٤) المنهاج (١٨/ ١٦٢ - ١٦٣).