للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواها البخاري وأبو داود جميعًا في الأدب من حديث أبي هريرة (١) ومعنى: إذا قال: ها، يعني بالغ في التثاؤب، ضحك الشيطان فرحًا بذلك، وقيل: ما تثاءب نبي قط (٢).

٣٨٠٥ - إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه، أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم".

قلت: رواه البخاري وأبو داود جميعًا في الأدب والنسائيُّ في اليوم والليلة من حديث أبي هريرة. (٣)

ومعنى أصلح بالكم أي حالكم، قيل: وإنما أمر بالحمد لما حصل له من المنفعة بالعطاس وهو خروج ما احتقن من الأبخرة بدماغه، ويحتمل: أن يكون الحمد لما حصل له من سلامة الأعضاء وبقائها على صورتها لم يدخلها شين بسبب العطاس وهذا ضعيف، وعندي أن سبب الحمد: تسهيل خروج العطاس، فلولا سلامة البدن من كثير من الأمراض لما تيسر خروجه، وقد جربت ذلك، فكان إذا حصل لي ضعف بجنبي أو صدري أو بظهري فأتى العطاس فلا أستطيع أن أخرجه، ويحصل لي مشقة عظيمة، وإن خرج يخرج بمشقة شديدة وألم متزايد، وقد تقدم كيفية الحمد والتشميت.

بقي الكلام في رد العاطس على المشمت فقيل: يقول: يهديكم، ويصلح بالكم وقيل: يقول يغفر الله لنا ولكم، وقال مالك والشافعي: يتخير بين هذين (٤).


(١) أخرجها البخاري (٦٢٢٣)، وأبو داود (٥٠٢٨).
(٢) انظر: شرح السنة (١٢/ ٣٠٧).
(٣) أخرجه البخاري (٦٢٢٤)، وأبو داود (٥٠٣٣)، والنسائي في الكبرى (١٠٠٦٠)، وفي عمل اليوم والليلة (٢٣٢).
(٤) انظر: المنهاج للنووي (١٨/ ١٦٣).