للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"بئس مطية الرجل" قال أبو داود: أبو عبد الله حذيفة، وأبو قلابه عبد الله بن زيد، الجرمي البصري، قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الأطراف: لم يسمع منهما يعني حذيفة وأبا مسعود رضي الله عنهم (١)، واسم أبي مسعود عقبة بن عمر فالحديث منقطع، وإنما ذم النبي -صلى الله عليه وسلم- لفظ زعموا لأنها تستعمل غالبًا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، وإنما هو شيء يحكى، فشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يقدمه الرجل أمام كلامه ليتوصل به إلى حاجته من قولهم زعموا بالمطية التي يتوصل بها الرجل إلى مقصده الذي يأتيه فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتثبت فيما يحكيه والاحتياط فيما يرويه قال - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع (٢) ".

٣٨٤٩ - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، وقولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان".

قلت: رواه أبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة من حديث حذيفة ابن اليمان (٣) وذلك أن الواو لما كان حرف الجمع والتشريك منع من عطف إحدى المشيئتين على الأخرى بحرف الواو، فأمر بتقديم مشيئة الله تعالى، وتأخير مشيئة ممن سواه بحرف "ثم" الذي هو للتراخي، وجاء عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول أعوذ بالله ثم بك (٤)، قال الخطابي وغيره (٥): يقول: لولا الله ثم فلان لفعلت كذا ولا يقول: لولا الله وفلان.


(١) قاله المنذري في مختصر سنن أبي داود (٧/ ٢٦٦ - ٢٦٧).
(٢) أخرجه مسلم (١/ ٩) في المقدمة، وانظر: شرح السنة للبغوي (١٢/ ٣٦٢).
(٣) أخرجه أبو داود (٤٩٨٠)، والنسائي في الكبرى (١٠٨٢١)، وفي عمل اليوم والليلة (٩٨٥). وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (١٣٧).
(٤) انظر: شرح السنة (١٢/ ٣٦٠ - ٣٦١).
(٥) انظر: معالم السنن (٤/ ١٢٢).