للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإن كان في الترمذي كما ذكرته (١)، لكن قال فيه الترمذي: ورواه بعضهم، فلم ينسبه لروايته فلذلك أهمله المزي بغير علامة وهو حسن.

والثرثارون: بثاءين مثلثتين وراءين مهملتين، المكثار من الكلام.

والمتشدق: هو المتوسع في الكلام من غير احتراز، وقيل: أراد المستهزىء بالناس الملوي شدقه بهم، وعليهم، والمتفيهق: الذي يتوسع في كلامه ويفهق به فهمه أي يفتحه، مأخوذ من الفهق وهو الامتلاء، كذا قاله في شرح السنة (٢): وإن كان قد جاء في الترمذي مرفوعًا: "إن المتفيهقون: هم المتكبرون" فلا تغاير بين التفسيرين لأن ما فسر به النبي -صلى الله عليه وسلم- هو ثمرة التفيهق لأن المتفيهق ما يريد بذلك إلا التكبر والرفع وإظهار براعته على غيره فلا معارضة بين التفسيرين.

٣٨٦٧ - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها".

قلت: رواه المصنف مسندًا في شرح السنة من حديث سعد بن أبي وقاص ولم أقف عليه من هذه الرواية في شيء من الكتب الستة (٣) وفي الحديث الذي بعده ما يقرب من معناه.

ومعنى الحديث: أنهم يتوسلون بألسنتهم إلى تحصيل ما يأكلون كما يتوسل البقر إلى تحصيل الكلأ والحشيش أي كما لا يميز البقر بين الحشائش بل تلف الكل، فكذلك هؤلاء لا يميزون بين الحق والباطل، ولا بين الحلال والحرام من الأقوال والأفعال كما قال تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}.

٣٨٦٨ - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يُبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه، كما تتخلل الباقرة بلسانها".


(١) انظر: تهذيب الكمال (٢٧/ ١٨٢).
(٢) انظر: شرح السنة (١٢/ ٣٦٧).
(٣) أخرجه البغوي (١٢/ ٣٦٨) رقم (٣٣٩٧) وإسناده حسن. ورواه كذلك أحمد (١/ ١٧٥ - ١٧٦).