للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٨٩٤ - أن رجلًا استأذن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ائذنوا له، فبئس أخو العشيرة"، فلما جلس تطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في وجهه، وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! قلت له كذا وكذا، ثم تطلّقت في وجهه، وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "متى عهدتني فحّاشًا؟ إنّ شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: من تركه الناس اتقاء شرّه".

قلت: رواه البخاري في الأدب وترجم عليه بباب: ما يجوز من اغتياب أهل الفساد وأهل الريب، وروى مسلم وأبو داود كلاهما في الأدب معناه وكذلك الترمذي في البر. (١)

٣٨٩٥ - قوله في المصابيح: ويروى: "اتقاء فحشه".

قلت: هذه رواها مسلم في الأدب. (٢)

والعشيرة: الأدنودن من القرابة وهم بنو الأب، وقيل: الشعوب ثم العماير ثم البطون ثم الأفخاد ثم العشيرة، وقيل: العشيرة: القبيلة.

قوله: "اتقاء فحشه" الفحش: أصله زيادة الشيء على مقداره وقال بعضهم: كلما نهى الله عنه فهو فاحشة، وقيل: الفاحشة ما اشتد فحشه من الذنوب.

وهذا الرجل هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وقيل: هو مخرمة بن نوفل الزهري، والد المسور بن مخرمة (٣).

وفي هذا الحديث دليل على جواز تعريف الناس، بأمر من كان كذلك ليحذروه وينزجروا عن مذهبه، ولعله كان مجاهرًا بفعله، والمجاهرة بذكر أمره، ولا غيبة في ذكره بما جاهر به وهو أرجح ما يحمل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا غيبة لفاسق" أي فيما جاهر به، وكذلك لا غيبة لأمير جائر ولا صاحب بدعة.


(١) أخرجه البخاري (٦٠٣٢)، ومسلم (٢٥٩١)، وأبو داود (٤٧٩١)، والترمذي (١٩٩٦).
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٩١).
(٣) انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (٧/ ١٦٩)، والمنهاج للنووي (١٦/ ٢١٧).