للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وابن ماجه بعضه مقطعًا في الزهد، وفي الفتن، فلفظ المصنف إنما هو في مسلم، كلهم من حديث أبي هريرة (١).

ولا يخذله: بالذال المعجمة، قال العلماء: الخذل ترك الإعانة والنصرة، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي.

ولا يحقره: هو بالحاء المهملة وبالقاف أي لا يحتقره فلا يتكبر عليه ويستقله، ورواه بعضهم: لا يخفره، بضم الياء آخر الحروف وبالخاء المعجمة والفاء أي لا يغدر بعهده ولا ينقض أمانته، قال القاضي عياض (٢): والصواب المعروف هو الأوّل وهو الموجود في غير كتاب مسلم بغير خلاف. وروي: "لا يحتقره" وهذا يرد الرواية الثانية.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: التقوى ها هنا، معناه أن الأعمال الظاهرة لا يحصل بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته (٣).

٣٩٩٥ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زَبْر له، الذين هم فيكم تَبَع، لا يبغون أهلًا ولا مالًا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانَه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخل، والكذب، والشِّنظير الفحّاش".

قلت: هذا الحديث رواه مسلم مطولًا في أواخر الصحيح والنسائيُّ في فضائل القرآن كلاهما (٤) من حديث عياض بن حمار، ولم يخرجه البخاري ولا أخرج في صحيحه عن عياض بن حمار شيئًا وليس في مسلم له إلا هذا الحديث.


(١) أخرجه مسلم (٢٥٦٤)، وأبو داود (٤٨٨٢)، والترمذي (١٩٢٧)، وابن ماجه (٤٢١٣).
(٢) إكمال المعلم (٨/ ٣١).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (١٦/ ١٨٣).
(٤) أخرجه مسلم (٢٨٦٥)، والنسائي (٨٠٧٠).