للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهو حديث طويل عظيم الفائدة وذكره المصنف مقطعًا، ونحن نذكره كما رواه مسلم: رواه عن مطرّف بن عبد الله بن الشخير، عن عِيَاض بن حمار ابن عرفجة بن ناجية بن عقال المجاشعي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال، ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني، يومي هذا، كل مال نحلته عبدًا، حلال، وإني خلقت عبادي حُنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء، تقرؤه نائمًا ويقظان، وإن الله أمرني أن أحرّق قريشًا، فقلت: ربّ! إذًا يثغلوا رأسي فيدعوه خبزةً، قال: استخرجهم كما أخرجوك، واغزهم نُغزك وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشًا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال: وأهل الجنة ثلاثة: ... " وساق الحديث إلى آخره (١).

زاد في بعض طرقه: عن مطر عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عياض: "وإن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد"، وزاد: "وهم فيكم تَبَعًا لا يبغون أهلًا ولا مالًا" فقلت: وكيف يكون ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، والله لقد أدركتهم في الجاهلية وإن الرجل ليرعى على الحيّ، ما به إلا وليدتهم يطؤها (٢).

قوله: ذو سلطان مقسط: قال ابن الأثير (٣): المقسط من أسماء الله تعالى وهو العادل، يقال: أقسط يُقْسِط فهو مُقْسِط إذا عدل، وقسط يقسِط فهو قاسط إذا جار، فكأن الهمزة في "أقسط" للسَّلْب، كما يقال: شكا إليه فأشكاه.


(١) أخرجه مسلم (٦٣/ ٢٨٦٥).
(٢) أخرجه مسلم (٦٤/ ٢٨٦٥).
(٣) انظر: النهاية (٤/ ٦٠).