للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الحديث دليل على أن العقاب واقع قبل يوم القيامة، وقد جاء القرآن بذلك، قال تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا}.

٤٠٦٢ - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حمى مؤمنًا من منافق بغيبة، بعث الله ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن قفا مسلمًا بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال".

قلت: رواه أبو داود في الأدب ولم يقل فيه لفظة "بغيبة" وقال فيه: أراه قال: بعث الله ملكًا وأبدل قوله من قفا مؤمنًا بقوله، ومن رمى مؤمنًا، وفي سنده: سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه، وسهل بن معاذ يكنى بأبي أنس مصري ضعيف. (١)

وأخرج هذا الحديث أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين من رواية عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب بإسناد مصري، وهكذا أخرجه أبو داود من حديث ابن المبارك أيضًا عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان عن إسماعيل بن يحيى المعافري عن سهل كما تقدم وقال أبو يونس: ليس هذا الحديث فيما أعلم بمصر قال المنذري (٢) إنما وقع له من حديث الغرباء والله أعلم.

ووقع في بعض نسخ المصابيح نسبة الحديث إلى رواية أنس، والصواب إنما هو معاذ بن أنس وكذا رواه المصنف في شرح السنة (٣) عن عبد الله ابن المبارك بالسند الذي ذكرناه


(١) أخرجه أبو داود (٤٨٨٣)، والطبراني في الكبير (٢٠/ رقم ٤٣٣)، وإسناده ضعيف وقد تقدم في باب الشفقة والرحمة على الخلق.
(٢) مختصر السنن (٧/ ٢١٥).
(٣) شرح السنة (١٣/ ١٠٥) رقم (٣٥٢٧). فيه: يحيى بن أيوب المصري، لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وقال الذهبي: فيه جهالة وذكر هذا الحديث من غرائبه. وقال الحافظ: صدوق ربما أخطأ. انظر: ميزان الاعتدال (٤/ ٣٦٢ - ٣٦٤). والتقريب (٧٥٦١). وسهل بن معاذ بن أنس الجهني، لا بأس به إلا في روايات زبان عنه. التقريب (٢٦٨٢).