والشح المطاع: هو الذي يطيعه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله عليه أو ندب إليها لمنع الزكاة، والنفقة الواجبة، وصدقة التطوع، وما أشبه ذلك.
ودنيا مؤثرة أي مختارة مقدمة على الآخرة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ورأيت أمرًا لا بد لك منه" أي ورأيت مع هذه الأمور من الشح وما بعده أمرًا لا بد لك منه أن تقع فيه إن خالطتهم وهنئتهم فعليك بنفسك، ويشهد لذلك ما جاء في الرواية الأخرى:"ورأيت أمرًا لا بد أن لك بهما" ويؤيد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده ... " الحديث، الذي أورده المصنف في أول الباب.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: فعليك نفسك هو اسم فعل أي الزم نفسك.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: الصابر فيهن يعني على العبادة، ومخالفة ما الناس عليه، والقيام بالعبادات فكأنما قبض على الجمر للمشقة الحاصلة بسبب ذلك.
٤١٢٨ - قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا بعد العصر، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة إلا ذكره، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، وقال فيما قال:"إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعلمون؟ ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء" وذكر أن لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته في الدنيا, ولا غدر أكبر من غدر أمير العامة، يغرز لواءهُ عند استه، قال:"ولا تمنعن أحدًا منكم هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه. وفي رواية: إن رأى منكرًا أن يغيّره" فبكى أبو سعيد، وقال: قد رأيناه فمنعتنا هيبة الناس أن نتكلم فيه، ونغيره، ثم قال:"ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت مؤمنًا، قال: وذكر الغضب: "فمنهم: من يكون سريع الغضب سريع الفيء، فإحداهما بالأخرى، ومنهم من يكون بطيء الغضب بطيء الفيء فإحداهما بالأخرى، وخياركم من يكون بطيء الغضب سريع الفيء، وشراركم من يكون سريع الغضب، بطيء الفيء"، ثم قال: "اتقوا الغضب , فإنه جمرة على قلب ابن آدم، ألا ترون إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه؟