فقراء غيرهم وبل أولى، ويدخل الفقراء من المهاجرين ومن غيرهم قبل الأغنياء من غير المهاجرين بخمس مائة عام، وأخرج الترمذي وابن ماجه: أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمس مائة عام، وأخرج الترمذي أيضًا يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا.
قلت: قال الحافظ المنذري: هذان الحديثان لا يثبتان.
قلت: ولو ثبتا أمكن الجمع بينهما، بأن يحمل ذلك على اختلاف مراتب الغنى، والشكر والفقر والصبر عليه، فيدخل فقراء بعض المهاجرين قبل بعض أغنيائهم بأربعين، وقيل: بعضهم بخمس مائة، وكذلك فقراء المسلمين مع أغنيائهم ولا يخفى تنزيل ذلك على الأحوال والله أعلم.
٤١٩٢ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين"، فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال:"إنهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفًا، يا عائشة لا ترُدِّي المسكين، ولو بشق تمرة، يا عائشة أحِبّي المساكين وقرّبيهم، فإن الله يُقربك يوم القيامة".
قلت: رواه الترمذي في الزهد من حديث الحارث بن النعمان الليثي (١) ابن أخت سعيد بن جبير عن أنس قال أبو حاتم: الحارث ليس بقوي.
وأراد - صلى الله عليه وسلم -: التواضع والإخبات وأن لا يكون من الجبارين والمتكبرين.
٤١٩٣ - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أبغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".
قلت: رواه أبو داود والترمذي والنسائي كلهم في الجهاد من حديث جبير ابن نفير عن
(١) أخرجه الترمذي (٢٣٥٢)، والبيهقي في السنن (٧/ ١٢)، وإسناده حسن. وله شواهد وهو من الأحاديث التي أجاب عنها الحافظ ابن حجر في أجوبته عن أحاديث "المشكاة"، والحارث بن النعمان، قال الحافظ: ضعيف، التقريب (١٠٥٩).