بعض أهل العلم هذا الحديث، فقال: إنما معناه أن يُعجبه ثناء الناس عليه بالخير، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم شهداء الله في الأرض"، فيعجبه ثناء الناس بهذا، وأما إذا أعجبه ليعلم الناس منه الخير ليكرم على ذلك، ويعظّم عليه فهو رياء، وقال بعض أهل العلم: إذا اطلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فيكون له مثل أجرهم، فهذا له مذهب أيضًا، وروى الحديث ابن ماجه أيضًا في الزهد.
٤٢٤٢ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللّين، ألسنتهم أحلى من السّكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله: أبي يغترّون؟ أم علي يجترئون؟ فبي حلفت، لأبعثن على أولئك منهم فتنة، تدع الحليم فيهم حيران".
قلت: رواه الترمذي في الزهد (١) بلفظ المصابيح، من حديث أبي هريرة وفي سنده: يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، قال الذهبي: ضعفوه، وقال أحمد في أبيه: أحاديثه مناكير.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: يختلون الدنيا بالدين، الختل: الخداع، وهو أن يعمل الرجل عملًا وفي نيته بعمله أن يخدع الناس، ومعنى: أبي يغترون؟ بإمهالي يغترون.
٤٢٤٣ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تبارك وتعالى قال: لقد خلقت خلقًا ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم أمر من الصبر، فبي حلفت، لأتيحنهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران، أفبي يغترون؟ أم علي يجترئون؟ ". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في الزهد عن أحمد بن سعيد الدارمي عن محمَّد بن عباد عن حاتم بن إسماعيل عن حمزة بن أبي محمَّد عن ابن دينار عن ابن عمر، وقال: حسن غريب
(١) أخرجه الترمذي (٢٤٠٤) وإسناده ضعيف جدًّا. ويحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، قال الحافظ: متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع، انظر: التقريب (٧٦٤٩)، أما أبوه: عبيد الله بن عبد الله بن موهب فقال عنه الحافظ: مقبول. انظر: التقريب (٤٣٤٠).