للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه. (١)

قال ابن الأثير (٢): يقال: أتاح الله بفلان كذا: أي قدّره له وأنزله به، والإتاحة: التقدير.

٤٢٤٤ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لكل شيء شِرّة، ولكل شرة فترة، فإن صاحبها سدد وقارب، فارجوه، وإن أشير إليه بالأصابع، فلا تعُدّوه".

قلت: رواه الترمذي في الزهد وقال: حديث حسن صحيح غريب (٣) من هذا الوجه، قال ابن الأثير (٤): الشرة النشاط والرغبة، ومنه الحديث: "إن لهذا القرآن شرة"، قال الجوهري (٥): وشرة الشباب: حرصه ونشاطه، وضبطها بكسر الشين المعجمة وبالراء المهملة، وإن: حرف شرط، جوابه: فارجوه، وصاحبها فاعل لفعل دل عليه ما بعده، كما هو في قوله تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك} ومعنى ذلك أن من كان مستقيمًا متوسطًا في العمل من غير غلو ولا تقصير، وسدد: أي جعل عمله متوسطًا، وقارب: أي دنا من الاستواء والاستقامة، فارجوه: أي كونوا منه على رجاء الخير، ومن بالغ في العمل وأتعب نفسه، وأشير إليه بالأصابع فلا تعدوه صالحًا، فإنه لا قدرة له على المداومة لحصول الملل وافتتانه بإشارة الناس إليه بالأصابع.

٤٢٤٥ - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "بحسب ابن آدم من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصمه الله".


(١) أخرجه الترمذي (٢٤٠٥) وإسناده ضعيف، فيه: حمزة بن أبي محمَّد وهو ضعيف كما قال الحافظ في "التقريب" (١٥٤١).
(٢) انظر: النهاية (١/ ٢٠٢).
(٣) أخرجه الترمذي (٢٤٥٣) وإسناده جيد. انظر: الصحيحة (٢٨٥٠).
(٤) انظر: النهاية (٢/ ٤٥٨).
(٥) انظر: الصحاح للجوهري (٢/ ٦٩٥).