للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما قوله: مجخيًّا، فهو بميم مضمومة ثم جيم مفتوحة ثم خاء معجمة مكسورة ومعناه مائلًا كذا قاله أهل اللغة وفسره الراوي في الكتاب بقوله: منكوسًا، وهو قريب من معنى المائل، قال القاضي عياض (١) عن شيخه: إن قوله - صلى الله عليه وسلم -: كالكوز مجخيًّا، ليس تشبيهًا لما تقدم من سواده بل هو وصف آخر من أوصافه بأنه قُلب ونُكس حتى لا يَعلق به خير ولا حكمة.

قوله: قلت: لسعد ما أسود مربادًا قال: شدة البياض في سواد قال عياض (٢) كان بعض شيوخنا يقول إنه تصحيف وإن صوابه شبه البياض في سواد لا شدة البياض.

قال في المشارق (٣): الربدة لون بين السواد والبياض والغبرة مثل لون الرماد، قال: وفي بعض روايات مسلم مربئد بالهمزة، وقال: والهمزة لغة في هذا الباب ارباد واحمار (٤).

٤٢٨٢ - قال: حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين، رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر: حدثنا: "أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة" وحدثنا عن رفعها قال: "ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة، فتقبض، فيبقى أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدّي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا ويقال للرجل: ما أعقله! وما أظرفه! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان".


(١) انظر: إكمال المعلم (١/ ٤٥٤).
(٢) انظر: إكمال المعلم (١/ ٤٥٤).
(٣) انظر: مشارق الأنوار (١/ ٢٧٩)، والمنهاج (٢/ ٢٢٨).
(٤) انظر: المنهاج (٢/ ١٧٣).