للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هديي، تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله! صفهم لنا، قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم" قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها, ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".

قلت: رواه البخاري في علامات النبوة وفي الفتن ومسلم فيه كلاهما من حديث (١) أبي إدريس الخولاني عن حذيفة، كذا قاله المزي في الأطراف (٢) ولم أره في مسلم في الفتن وإنما ذكره مسلم في أثناء كتاب الجهاد في باب الطاعة للأمير من حديث أبي إدريس الخولاني عن حذيفة، وكذا ذكره الإِمام عبد الحق في "الجمع بين الصحيحين" وهو على ترتيب مسلم فما قاله الحافظ المزي رضي الله عنه وهم، ولفظ المصابيح ثابت في الصحيحين إلا قوله: "يستنون بغير سنتي"، فإنني لم أرها في البخاري لا في باب علامات النبوة ولا في الفتن، وإنما هي في مسلم، والدخن: بفتح الدال المهملة والخاء المعجمة أصله أن تكون في لون الدابة كدورة تضرب إلى سواد، قالوا: والمراد هنا، أن لا تصفو القلوب بعضها لبعض، ولا يزول خبثها (٣)، قال القاضي عياض (٤): قيل المراد بالخير بعد الشر أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، والهدي: الطريقة، والهداية والسيرة.


(١) أخرجه البخاري (٣٦٠٦) (٧٠٨٤)، ومسلم (١٨٤٧).
(٢) انظر: تحفة الأشراف (٣/ ٤٤ - ٤٥) رقم (٣٣٦٢).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (١٢/ ٣٢٨).
(٤) انظر: إكمال المعلم (٦/ ٢٥٥).