للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: تعرف منهم وتنكر، المراد: الأمراء بعد عمر بن عبد العزيز، ويجوز أن يكون معناه تبصر منهم المعروف والمنكر أي لا يكون جميع أفعالهم معروفًا ولا جميعها منكرًا، قوله - صلى الله عليه وسلم -: دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلالة كالخوارج وغيرهم، والله أعلم، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، أي من أنفسنا وعشيرتنا، وقيل: من أهل ملتنا ويتكلمون بما قال الله وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وفي قلوبهم شيء من الخير (١).

٤٢٨٤ - وفي رواية: "تكون بعدي أئمة، لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس"، قال حذيفة، قلت: كيف أصنع يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟ قال: "تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك".

قلت: رواها مسلم (٢) على أثر الحديث الذي قبلها من حديث أبي سلام عن حذيفة، وذكر الدارقطني (٣) أن أبا سلام لم يسمع من حذيفة فهو منقطع، وقد قال فيه: قال حذيفة، قال الذهبي (٤): لم يخرج البخاري لأبي سلام في صحيحه شيئًا لأنه فيما قيل رواياته مرسلة، قال النووي (٥): وما قاله الدراقطني صحيح، ولكن المتن صحيح متصل بالطريق الأول، وإنما أتى مسلم بها متابعة فإن المرسل إذا روي من طريق آخر متصلًا تبينا به صحة المرسل، وجاز الاحتجاج به، ويصير في المسألة حديثان صحيحان انتهى. وأبو سلام اسمه ممطور الأسود الحبشي.


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٢/ ٣٢٩ - ٣٣٠).
(٢) أخرجه مسلم (١٨٤٧).
(٣) انظر: الإلزامات والتتبع للدارقطني (ص ٢٥٧).
(٤) انظر: الكاشف (٢/ ٢٩٣) رقم (٥٦٢٣).
(٥) المنهاج (١٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧).