الأغنياء وأصحاب المناصب يستأثرون بأموال الفيء ويمنعون عنها مستحقيها ويذهب الأمناء بودائع الناس وأماناتهم، فيتخذونها مغانم، ويعدون الزكاة غرامة أي يشق عليهم أداؤها كما يشق أداء الغرامات، ويتعلمون لغير دين أي يحملهم على التعلم غير الدين من المقاصد الدنيئة والمناصب الدنيوية.
وأطاع الرجل امرأته وعق أمه: وقد قدمنا تفسير العقوق، وقرب صديقه وأبعد أباه إلى غير هذا مما عده النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث فارتقبوا عند ذلك النوازل والحوادث.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وظهرت الأصوات في المساجد: ارتفعت الأصوات فيها باللغط، والزعيم: الكفيل الذي يتكفل بأمر القوم ويقوم به.
والأرذل: بالذال المعجمة هو من كل شيء الرديء منه.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: لعن آخر هذه الأمة أولها: هو على ظاهره ويدخل في ذلك الرافضة وغيرهم الذين يلعنون أكابر الصحابة ويكفرون أكابر الأمة.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وآيات تتايع: ضبطناه بتاءين من فوق وألف ثم ياء مثناة من تحت وعين مهملة.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: كنظام قطع سلكه فتتابع، فهو بالباء الموحدة قبل العين، ويقال: تتايع بالمثناة مرة في الخبر.
والنظام: بكسر النون وبالظاء المعجمة المراد به هذا اللؤلؤ المنظوم أي المجموع في الخيط، والسلك: بكسر السين المهملة وسكون اللام: الخيط.
٤٣٥٥ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة، حل بها البلاء"، وعد هذه الخصال، ولم يذكر "تعلم لغير دين" وقال: "وبر صديقه، وجفا أباه"، وقال:"وشربت الخمر، ولبس الحرير".
قلت: رواه الترمذي في الفتن من حديث علي وقال: غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه، قال: ولا نعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد غير الفرج بن فضالة، وقال: تكلم فيه بعض أهل العلم، وضعفه من قبل