للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي لفظ لمسلم: موضع نزول عيسى بن مريم - صلى الله عليه وسلم - ريح تلقي الناس في البحر، وأخرجه أبو داود من كلام حذيفة موقوفًا، لا يذكر النبي- صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ الترمذي: والعاشرة: "إما ريح تطرحهم في البحر وإما نزول عيسى ابن مريم"، ولفظ النسائي: يخرج من قعر عدن، ولفظ ابن ماجه: ونار تخرج من قعر عدن، ولم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا حشر الناس فإنه ذكره هو ومسلم من حديث أبي هريرة، ولم يخرج البخاري عن حذيفة بن أسيد في كتابه شيئًا.

وأسيد: بفتح الهمزة وكسر السين وقد قدم المصنف في الباب قبله ما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى.

قال عياض (١): وهذه النار التي في حديث حذيفة التي تحشر الناس هي التي في حديث أبي هريرة التي تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، قال: ولعلهما ناران تجتمعان لحشر الناس، قال: ويكون ابتداء خروجها من اليمن ويكون ظهورها وقوتها بأرض الحجاز انتهى كلام القاضي.

قال النووي (٢): وليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر، بل هي آية مستقلة من أشراط الساعة، وقد خرجت في زماننا في المدينة سنة نيف وخمسين وستمائة وكانت نارًا عظيمة، خرجت من جنب المدينة الشرقي، وراء الحرة، وتواتر العلم بها عند جميع الشام، وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة.

قال النووي (٣): وهذا الحديث يؤيد قول من قال: إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، وإنه لم يأت بعد، وإنما يكون قريبًا من الساعة، وقد أنكر ابن مسعود هذا، وقال: هو ما نال قريشًا من القحط، فكانوا يرون


(١) انظر: إكمال المعلم (٨/ ٤٤٢).
(٢) المنهاج (١٨/ ٣٨).
(٣) المصدر السابق (١٨/ ٣٧).