بينهم وبين السماء كهيئة الدخان، وقال بالقول الآخر: حذيفة وابن عمر، ورواه حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: وأنه تمكث في الأرض أربعين يومًا، ويحتمل: أنها دخان للجمع بين هذه الآثار، وأما الدابة المذكورة هنا: فهي المذكورة في قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ}.
قال المفسرون: هي دابة عظيمة تخرج من صدع من الصفا.
وعن ابن عمرو بن العاص: أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال.
وقعر عدن: أقصى أرضها، وقعر الشيء نهاية أسفله، وعدن: مدينة من مدن اليمن المشهورة، وهي عدن أبين على وزن أبيض بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وبعدها ياء آخر الحروف مفتوحة ونون هذا هو المشهور في تفسيرها وذكرها سيبويه بكسر الهمزة وجوز فيها الفتح وسميت برجل من حمير عدن بها أي أقام.
٤٣٦٦ - قالا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بادروا بالأعمال ستًّا: الدخان والدجال، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم"، (يعني الموت).
قلت: رواه مسلم في الفتن من حديث أبي هريرة وأنس ولم يخرجه البخاري. (١)
قوله - صلى الله عليه وسلم -: وأمر العامة يريد به - صلى الله عليه وسلم - القيامة الكبرى لأنها تعم الخلق.
وخويصة: تصغير خاصة، والصاد مشددة، وصغرت لاستصغارها في جنب سائر الحوادث العظام من البعث والحساب وغيرها ويجوز أن تكون صغرت للتعظيم، قوله: يعني الموت، هو من قول هشام الدستوائي.
٤٣٦٧ - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيّهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على أثرها قريبًا".