للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونفرت عينه: بفتح النون والفاء أي ورمت، وذكر القاضي عياض (١): أنه روي على أوجه أخر والظاهر أنها تصحيف كذا قاله النووي (٢).

قوله: فنخر النخير صوت الأنف تقول: نخر ينخر نخيرًا.

٤٤٠٠ - قال: رأيت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يحلف بالله: أن ابن الصياد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم ينكره النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه.

قلت: رواه الشيخان: البخاري في الاعتصام، وترجم عليه باب من رأي ترك النكير من النبي -صلى الله عليه وسلم - حجة لا من غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الفتن وأبو داود في الملاحم (٣) كلهم من حديث محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابرًا به.

وقصة ابن صياد مشكلة، وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال أو غيره؟ قال العلماء: وظاهر الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال ولا غيره، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه: "إن يكن هو فلن تسلط عليه"، وأما احتجاجه هو بأنه مسلم، والدجال كافر، وبأنه لا يولد للدجال، وقد ولد له، وأن لا يدخل مكة والمدينة، وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة، فلا دلالة فيه، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر عن صفاته، وقت فتنته وخروجه في الأرض، واشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتشهد أني رسول الله"، ودعواه أنه يرى صادقًا، وكاذبًا وأنه يرى عرشًا فوق الماء، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال، وأنه يعرف موضعه, وانتفاخه، حتى ملأ السكة، وأما إظهاره الإسلام وحجه وجهاده وإقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال، قال الخطابي (٤): واختلف


(١) انظر: إكمال المعلم (٨/ ٤٧٧).
(٢) انظر: المنهاج للنووي (١٨/ ٧٨).
(٣) أخرجه البخاري (٧٣٥٥)، ومسلم (٢٩٢٩).
(٤) انظر: معالم السنن (٤/ ٣٢٢ - ٣٢٣).