للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المراد بالساق هنا نور عظيم وورد ذلك في حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ابن فورك (١): ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف (٢).

قال الخطابي (٣): وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى وإنما هذه للامتحان وقد استدل بعض العلماء بهذا الحديث وأنه تعالى أمرهم بالسجود وفيهم من لا يستطيعه على جواز تكليف ما لا يطاق. قال النووي (٤): وهذا باطل لأن هذا السجود إنما هو امتحان وليس بتكليف.

وطبقة: بفتح الطاء والباء قال الروي وغيره: الطبق فقار الظهر أي صار فقاره طبقة واحدة كالصحفة فلا يقدر على السجود.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: فناج مسلم إلى آخره، يعني أنهم ثلاثة أقسام، قسم يسلم ولا يناله شيء فيخلص، وقسم يكردس ويلقى فيسقط في جهنم.

ومكردس هو بالسين المهملة قال القاضي عياض (٥): كذا هو عند أكثر الرواة أي الموثق الملقى في النار أو الملقى على غيره بعضهم على بعض في النار، قال: ورواه بعضهم بالشين المعجمة ومعناه السوق.


(١) انظر: مشكل الحديث لابن فورك (ص: ١٩٠ - ١٩٣).
(٢) ذكرت بأن علماء أهل السنة والجماعة يرون إثبات جميع الصفات التي جاءت في كلام الله أو في كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل كما قال السلف رحمهم الله: أمروها كما جاءت، فتأويل الساق إلى نور وغيره باطل، لأن السياق لا يدل على ما ذهب إليه المؤلف.
وكذلك الرؤية ثابتة للمؤمنين كما دلت عليه {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وقال الحسن في قوله سبحانه {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} قال: يكشف الحجاب، فينظر إليه المؤمنون والكافرون ثم يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون كل يوم غدوة وعشية، انظر: تفسير ابن كثير (٨/ ٣٧٣).
(٣) انظر: أعلام الحديث للخطابي (١/ ٥٢٣ - ٥٢٤).
(٤) انظر: المنهاج للنووي (٣/ ٣٥ - ٣٦).
(٥) انظر: إكمال المعلم (١/ ٥٥٢ - ٥٥٣).