للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حُممًا، فيُلْقَون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية".

قلت: رواه الشيخان كلاهما في الإيمان وترجم عليه البخاري باب تفاضل الإيمان. (١)

وامتحشوا: قال في المشارق (٢): ضبطه أكثرهم بضم التاء وكسر الحاء المهملة على ما لم يسم فاعله وضبطه بعضهم بفتحهما أيضًا.

قال: في شرح السنة (٣): أي احترقوا والمحش احتراق الجلد وظهر العظم.

٤٤٧١ - أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ ... فذكر معنى حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، غير كشف الساق، وقال: "ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلّم سلّم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبَق بعمله، ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عبادة، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فكل ابن آدم تأكله النار، إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولًا الجنة، مقبل بوجهه قبل النار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا، وعزتك، فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به إلى الجنة، رأي


(١) أخرجه البخاري (٢٢)، ومسلم (١٨٤).
(٢) انظر: مشارق الأنوار (١/ ٣٧٤).
(٣) انظر: شرح السنة للبغوي (١٥/ ١٧٧).