للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وضحك رب العالمين: معناه الرضى والرحمة، وإرادة الجنة لمن يشاء من عبادة (١).

- وفي رواية: "ويذكّره الله: سل كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني، قال الله: هو لك وعشرة أمثاله، قال: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فتقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك، قال: فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت".

قلت: هذه الرواية عزاها ابن الأثير (٢) إلى رواية مسلم من حديث أبي سعيد الخدري في حديث طويل ذكره مسلم عقيب حديث ابن مسعود، وقال الحميدي في كتابه إن مسلمًا لم يذكر في هذا الحديث هذه الزيادة، وهي قوله: ويذكره الله سل كذا وكذا إلى آخرها. قال ابن الأثير: ورأيت هذه الزيادة في مسلم ولعل ذلك لم يكن في كتاب الحميدي.

قلت: والصواب والله أعلم ما قاله ابن الأثير فإن المصنف ذكرها في الصحاح وليست في البخاري باتفاق، وقد رواها ابن الأثير في مسلم وكذلك عبد الحق في الجمع بين الصحيحين لمسلم وقال: لم يخرجها البخاري وقد رأيتها في نسخة سماعنا على ابن عبد الهادي.

٤٤٧٣ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليصيبن أقوامًا سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته، فيقال لهم: الجهنميون".

قلت: رواه البخاري في التوحيد من حديث أنس ولم يخرجه مسلم. (٣)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: سفع من النار أي علامة. قال ابن الأثير (٤): يريد - صلى الله عليه وسلم - أثرًا من النار.


(١) صفة "الضحك" ثابتة لله سبحانه وتعالى، فنثبتها كما جاءت بدون تكييف ولا تأويل وتأويلها بالرضى والرحمة وغيرها هو من حمل الكلام على غير ظاهره، وقد سبق الكلام عن الصفات مرارًا.
(٢) انظر: جامع الأصول (١٠/ ٥٥٦ - ٥٥٧).
(٣) أخرجه البخاري (٧٤٥٠).
(٤) انظر: النهاية (٢/ ٣٧٤).