للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٠٧ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تراءون الكوكب الدّري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب، لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".

قلت: رواه البخاري ومسلم في صفة الجنة كلاهما من حديث أبي سعيد (١).

قال القاضي (٢): لفظة "من" هنا لابتداء الغاية، وقد جاءت كذلك كقولهم: رأيت الهلال من خلال السحاب.

ومعنى الغائر: الذاهب الذي تدلى للغروب، وبعد عن العيون.

قال المصنف: ويروى بالباء الموحدة من الغبور وهو البقاء أي الباقي في الأفق بعد انتشار ضوء الفجر، ويروى: الغائر بالهمزة من الغور وهو الانحطاط ويراد به انحطاطه في الجانب الغربي.

٤٥٠٨ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير".

قلت: رواه مسلم في صفة الجنة من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري (٣).

وشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - قلوبهم بقلوب الطير في وصفهم بالتوكل فإنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأن من توكل على الله حق توكله رزقه كما يرزق الطير.

٤٥٠٩ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة: فيقولون لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب! وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدًا".


(١) أخرجه البخاري (٣٢٥٦)، ومسلم (٢٨٣١).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٨/ ٣٦٢).
(٣) أخرجه مسلم (٢٨٤٠).