للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٢٠ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أن ما يُقل ظفر -مما في الجنة- بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلًا من أهل الجنة اطلع، فبدا أساوره، لطمس ضوؤه ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث سعد بن أبي وقاص وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة تقدم الكلام فيه (١) وما يقل: أي ما يحمل من الإقلال، وظفر: مرفوع فاعل فعل، والعائد إلى الموصول محذوف أي ما يحمله ظفر قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا} أي حملت الرياح سحابًا ثقالًا، قوله - صلى الله عليه وسلم -: لزخرفت أي لتزينت، والزخرف كمال حسن الشيء، قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ} أي تزينت بألوان الثياب، ويقال للذهب: زخرف، قال الله تعالى: {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} قيل أي من ذهب، وأنث الفعل في قوله - صلى الله عليه وسلم - لتزخرفت مع أن ما فعله ما بين خوافق إرادة للمعنى فإن ما بين السماء والأرض أماكن كثيرة ومواضع متعددة.

وخوافق السموات والأرض: بالخاء المعجمة قال ابن الأثير (٢): الخافقان طرفا السماء والأرض، وقيل المغرب والمشرق، وخوافق السماء الجهات التى تخرج منها الرياح الأربع.

٤٥٢١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أهل الجنة جرد مرد كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم".


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٣٨) وفي إسناده ابن لهيعة يرويها عنه عبد الله بن المبارك وروايته عنه كانت قبل احتراق كتبه فإسناده حسن. انظر: الصحيحة (٣٣٩٦)، وهداية الرواة (٥/ ٢٠٨).
(٢) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٥٦)، وجامع الأصول (١٠/ ٥٠٦).