للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فدعت الله فأطلق، فدعا بعض حجبته، فقال: إنك لم تأتني بإنسان، إنما أتيتني بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو قائم يصلي، فأومأ بيده: مهيما؟ فقالت: ردّ الله كيد الكافر في نحره، وأخدم هاجر". قال أبو هريرة: "وتلك أمكم يا بني ماء السماء".

قلت: رواه الشيخان: البخاري في أحاديث الأنبياء وفي باب شراء المملوك من الحربي وعتقه وهبته ومسلم في المناقب ولفظ المصابيح (١) إلى البخاري في أحاديث الأنبياء أقرب، والذي نعتقده ويجب اعتقاده أن الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر لا يجوز عليهم الكذب فيما يتعلق بالتبليغ ولا في غيره، وإبراهيم صلوات الله عليه ورّى بما قاله، وسمي كذبًا باعتبار الظاهر الذي يسمعه ولا يفهم التورية، والكذب أيضًا قد يكون واجبًا بل قد يكون الكذب تركه كفر، كما إذا دلّ من يريد قتل نبي أو إتلاف مصحف على موضعهما.

والغط: بالغين المعجمة والطاء المهملة هو العصر الشديد والكبس.

"ومهيما" رواية البخاري ورواية مسلم مهيم بفتح الميم والياء وإسكان الهاء بينهما أي ما شأنك؟ وما خبرك؟.

وهاجر: يقال فيها: آجر بمد الألف، والخادم: يقع على الذكر والأنثى.

وبنو ماء السماء: قيل: هم العرب كلهم لخلوص نسبهم وصفائه، وقيل: لأن أكثرهم أصحاب مواش وعيشهم مما أنبتت من السماء وقيل: المراد الأنصار لأن في أجدادهم من يعرف بماء السماء (٢).

٤٥٧٩ - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أكرم؟ قال: "أكرمهم عند الله أتقاهم قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فأكرم الناس: يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فعن معادن العرب


(١) أخرجه البخاري (٣٣٥٨)، ومسلم (٢٣٧١).
(٢) انظر: المنهاج للنووي (١٥/ ١٨٢).