للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والناموس (١): بالنون والسين المهملة وهو جبريل عليه السلام، وهو صاحب سر الخير، والجاسوس: صاحب سر الشر، واتفقوا على أن جبريل عليه السلام يسمى الناموس، واتفقوا على أنه المراد هنا، قيل سمي بذلك لأن الله تعالى خصه بالغيب والوحي.

وأما قوله: "الذي أنزل على موسى عليه السلام" فكذا هو في الصحيحين وغيرهما وهو المشهور، وقد جاء في غير الصحيحين على عيسى وكلاهما صحيح.

قوله: يا ليتني فيها جذعًا، الضمير في "فيها" يعود إلى أيام النبوة ومدتها.

وجذعًا: يعني شابًّا قويًّا حتى أبالغ في نصرتك، والأصل في الجذع للدواب، وهو هنا استعارة، والرواية المشهورة في الصحيحين وغيرهما جذعًا بالنصب، وفي بعض الروايات في الصحيحين أيضا جذع بالرفع، وهي ظاهرة الإعراب، وأما النصب فاختلفوا في وجهه: فقال الخطابي والمازري (٢): نصب على أنه خبر كان المحذوفة تقديره: يا ليتني أكون فيها جذعًا، وهذا على مذهب الكوفيين، وقال المحققون: الظاهر أنه منصوب على الحال، وخبر "ليت" فيها، وهو إعراب ظاهر.

أو مخرجيّ هم: هو بفتح الواو وتشديد الياء هكذا الرواية، ويجوز تخفيف الياء والصحيح المشهور تشديدها، وهو جمع مخرج، فالياء الأولى ياء الجمع والثانية ضمير المتكلم، وفتحت للتخفيف لئلا يجتمع الكسرة والياءان بعد كسرتين.

قوله: وإن يدركني يومك أنصرك: أي وقت خروجك، وإظهار الدعوة، أو وقت إرادة قومك إخراجك.

قوله: "نصرًا مؤزرًا" بفتح الزاي وبهمزه قبلها أي قويًّا بالغًا.


(١) انظر: أعلام الحديث (١/ ١٣٠)، والمصدر السابق.
(٢) انظر: أعلام الحديث للخطابي (١/ ١٣٠ - ١٣١)، والمعلم بفوائد مسلم (١/ ٢١٩)، والمنهاج للنووي (٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧).