للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قولها: "ثم لم ينشب ورقة أن توفي" أي لم يعلق بشيء قبله ولم يشتغل بسواه، قال الجوهري (١): يقال: نشب بالكسر ينشب نشوبًا أي علق فيه، وأنشبته أنا أعلقته. وفتره الوحي احتباسه، وعدم تتابعه وتوليه في النزول.

قولها: كلما أوفى، بذروة جبل أي أشرف واضطلع.

ومعنى فيسكن لذلك جأشه: روع قلبه قال الجوهري (٢): جأش القلب: هو رُواعه إذا اضطرب عند الفزع (٣).

٤٧٠٧ - إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي،: "فبينا أنا أمشي، سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبًا، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فزملوني، فأنزل الله: {يا أيها المدثر} إلى قوله: {فاهجر} ثم حمي الوحي وتتابع".

قلت: رواه البخاري في مواضع منها في التفسير وفي بدء الوحي ومسلم في الإيمان والترمذي والنسائي كلاهما في التفسير كلهم من حديث أبي سلمة عن جابر بن عبد الله. (٤)

وجئثت: بجيم مضمومة ثم همزة مكسورة ثم مثلثة ساكنة ثم تاء الضمير، وفي رواية بعد الجيم مثلثتان أي فزعت وخفت، ورعبًا مفعول من أجله فإن الفزع انقباض يعتري الإنسان بسبب خوف أو إصابة.


(١) انظر: الصحاح للجوهري (١/ ٢٢٤).
(٢) انظر: المصدر السابق (٣/ ٩٩٧).
(٣) انظر شرح هذا الحديث في: أعلام الحديث للخطابي (١/ ١٢٨ - ١٣١)، وإكمال المعلم (١/ ٤٧٩ - ٤٩١)، والمعلم بفوائد مسلم (١/ ٢١٧ - ٢١٩)، والمنهاج للنووي (٢/ ٢٥٩ - ٢٦٨).
(٤) أخرجه البخاري في بدأ الوحي (٤)، والتفسير (٤٩٢٥) (٤٩٢٦)، ومسلم (١٦١)، والترمذي (٣٣٢٥)، والنسائي في الكبرى (١١٦٣١).