للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الخطابي: قال العلماء: الفصم هو القطع من غير إبانة، وأما القصم بالقاف فقطع مع الإبانة والانفصال: ومعنى الحديث: أن الملك يفارق على أن يعود ولا يفارقه مفارقة قاطع لا يعود، وروي هذا الحرف أيضًا يفصم بضم الياء وفتح الصاد على ما لم يسم فاعله، وروي بضم الياء وكسر الصاد على أنه أفصم يفصم رباعي، وهي لغة قليلة، قال العلماء: ذكر في هذا الحديث حالين من أحوال الوحي هما: مثل صلصلة الجرس، وتمثل الملك رجلًا، ولم يذكر الرؤيا في النوم وهي من الوحي، لأن مقصود السائل بيان ما يختص به النبي - صلى الله عليه وسلم - ويخفى، فلا يعرف إلا من جهته، وأما الرؤيا فمشتركة معروفة (١).

"ويتفصد عرقًا" أي يسيل.

٤٧٠٩ - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه الوحي، كُرب لذلك وتربَّد وجهه.

قلت: رواه مسلم في المناقب من حديث عبادة بن الصامت ولم يخرجه البخاري (٢).

وكرب: بضم الكاف وكسر الراء، وتربد: معناه: تغير وصار كلون الرماد.

- وفي رواية: نكس رأسه، ونكس أصحابه رؤوسهم، فلما أتلي عنه رفع رأسه.

قلت: رواها مسلم (٣) من حديث عبادة، ولم يخرجها البخاري.

وأتلي عنه رفع رأسه: بمثناة من فوق ساكنة ولام وياء كذا هو في معظم نسخ مسلم ومعناه: ارتفع عنه الوحي ووقع في بعض نسخ مسلم "أجلي" بالجيم وفي بعضها "انجلى" ومعناهما أرسل عنه وزال عنه (٤).

٤٧١٠ - قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا، فجعل ينادي: "يا بني فهر يا بني عدي"، لبطون قريش حتى اجتمعوا،


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٥/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٣٤).
(٣) أخرجه مسلم (٢٣٣٥).
(٤) انظر: المنهاج للنووي (١٥/ ١٣٠).