فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج، أرسل رسولًا لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش، فقال:"أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل -وفي رواية: أن خيلًا تخرج بالوادي- تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ " قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا، قال:"فإني نذير لكم بين يديْ عذاب شديد" قال أبو لهب: تبًّا لك ألهذا جمعتنا؟ فنزلت:{تبت يدا أبي لهب وتب}.
قلت: الحديث والرواية رواهما الشيخان: البخاري في مناقب قريش واللفظ له ومسلم في الإيمان، ورواه البخاري أيضًا في التفسير في سورة سبأ والترمذي والنسائي في التفسير أيضًا. (١)
٤٧١١ - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يصلي عند الكعبة، وجمع قريش في مجالسهم، إذ قال قائل: أيكم يقوم إلى جزور آل فلان، فيعمد إلى فَرْثها ودمها، وسلاها، ثم يمهله حتى إذا سجد، وضعه بين كتفيه؟ فانبعث أشقاهم، فلما سجد وضعه بين كتفيه، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة رضي الله عنها [فأخبرها]، فأقبلت تسعى، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدًا، حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة قال:"اللهم عليك بقريش"، ثلاثًا، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، "اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلاف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة ابن الوليد". قال عبد الله: فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سُحبوا إلى القليب -قليب بدر- ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأتبع أصحاب القليب لعنة".
(١) أخرجه البخاري في التفسير (٤٧٧٠)، وفي مناقب قريش (٤٧٧٠)، ومسلم (٢٠٨)، والترمذي (٣٣٦٣)، والنسائي في الكبرى (١١٧١٤).