للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه البخاري في مواضع منها: الطهارات والجزية، ومسلم في المغازي، والنسائي في الطهارة كلهم من حديث عبد الله بن مسعود. (١)

والفرث: بالفاء المفتوحة وسكون الراء المهملة والثاء المثلثة: السرجين ما دام في الكرش، والسلا: بفتح السين المهملة وتخفيف اللام مقصور وهو الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن الناقة وسائر الحيوان، وهي في الآدمي المشيمة.

وأشقاهم: هو عقبة بن أبي معيط كما جاء مصرحًا به في بعض الروايات.

وفي هذا الحديث إشكال، فإنه يقال: كيف استمر في الصلاة مع وجود النجاسة على ظهره؟ وأجاب بعض المالكية بأن هذا ليس بنجس، قال: لأن الفرث ورطوبة البدن طاهران وهذا [السلا] من ذلك، وإنما النجس الدم، وهذا الجواب يجيء على مذهبهم ومن وافقهم: أن روث ما يؤكل لحمه طاهر، ومذهبنا ومذهب الحنفية نجاسته، وهذا الذي قاله: باطل، لأنه وإن كان الفرث طاهرًا فهو من ذبيحة عباد الأوثان، فجميع أجزاء هذا الجزور نجس من حيث أنه لا ينفك من الذم في العادة، ولأنه ذبيحة عباد الأوثان فهو نجس، وكذلك أجزاء هذا الجزور، وإنما الجواب المرضي: أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعلم ما وضع على ظهره فاستمر [في سجوده] استصحابًا للطهارة.

والقليب: هي البئر التي لم تطو، وإنما وضعوا في القليب تحقيرًا [لهم] ولئلا يتأذى الناس برائحتهم، واعترض بعضهم على هذا الحديث في قوله: رأيتهم صرعى ببدر، ومعلوم أن أهل السير قالوا إن عمارة بن الوليد وهو أحد السبعة كان عند النجاشي، فاتهمه في حرمه وكان جميلًا فنفخ في إحليله سحرًا، فهام مع الوحوش في بعض جزائر الحبشة [فهلك].

والجواب: أن المراد أنه رأى أكثرهم بدليل أن عقبة بن أبي معيط منهم ولم يقتل ببدر، بل حمل منها أسيرًا، وإنما قتله النبي - صلى الله عليه وسلم - صبرًا بعد انصرافه من بدر (٢).


(١) أخرجه البخاري في الطهارات (٢٤٠)، في الصلاة (٥٢٠)، ومسلم (١٧٩٤)، والنسائي (١/ ١٦٢).
(٢) انظر: المنهاج للنووي (١٢/ ٢١٠ - ٢١٣).