للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧١٢ - أنها قالت: يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، [فنظرت] فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال، وسلّم علي، ثم قال: يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، إن شئت أن أُطْبق عليهم الأخشبين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".

قلت: رواه الشيخان: البخاري ومسلم في المغازي من حديث عائشة (١).

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب": أي لم أفطن لنفسي وأنتبه لحالي وللموضع الذي أنا ذاهب إليه، وفيه: إلا وأنا عند قرن الثعالب لكثرة الهم الذي كنت فيه.

وقرن الثعالب: بسكون الراء وهو قرن المنازل ميقات أهل نجد، وهو على مرحلتين من مكة بين مكة والطائف.

والقرن: الجبل الصغير.

والأخشبين: هما بفتح الهمزة وبالخاء والشين المعجمتين تثنية الأخشب، وهو الجبل الغليظ، "وأخشبا مكة" جبلاها المطيفان بها، وهما: أبو قبيس والأحمر وهو جبل مشرف على قُعيقعان (٢).

٤٧١٣ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُسرت رباعيته يوم أحد، وشج في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه، ويقول كيف: "يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته".


(١) أخرجه البخاري (٣٢٣١)، ومسلم (١٧٩٥).
(٢) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٣٢).