للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فمزق كتابه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تمزق ملكه، وكتب إلى قيصر، فأكرم كتابه، ووضعه في مسك"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثبت ملكه" (١)، ووجه الجمع بين الحديثين أن كسرى تمزّق ملكه فلم يبق له ملك، وأنفقت كنوزه في سبيل الله، وأورث الله المسلمين أرضه، وقيصر ثبت ملكه بالروم، وانقطع عن الشام، واستحلت خزائنه التي كانت بهما وأنفقت في سبيل الله، فمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا قيصر بعده" يعني بالشام.

٤٧٢٢ - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليفتتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض".

قلت: رواه مسلم في الفتن (٢) من حديث جابر بن سمرة.

والأبيض: قصر كان لكسرى.

٤٧٢٣ - قال: شكونا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسّد بردة في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه، قال: "كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع فوق رأسه، فيشق باثنين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم وعصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمّن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".

قلت: رواه البخاري في الإكراه وفي علامات النبوة وفي مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو داود في الجهاد، والنسائي في العلم ثلاثتهم من حديث خباب بن الأرت ولم يخرجه مسلم. (٣)

٤٧٢٤ - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل على أم حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا، فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "


(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٤٣)، والبخاري في صحيحه (٢٩٣٩) و (٤٤٢٤). انظر: فتح الباري (٨/ ١٢٨).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩١٩).
(٣) أخرجه البخاري في علامات النبوة (٣٦١٢)، وفي مناقب الأنصار (٣٨٥٢)، وفي الإكراه (٣٦١٢)، وأبو داود (٢٦٤٩)، والنسائي في الكبرى (٥٨٩٣)، وفي المجتبي (٨/ ٢٠٤).