للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوك على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرة فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: يا رسول الله وما يضحكك؟ قال: "ناس من أمتي، عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله"، كما قال في الأولى، فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "أنت من الأولين"، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.

قلت: رواه الشيخان والترمذي والنسائي وأبو داود كلهم في الجهاد، ورواه البخاري (١) أيضًا في غير الجهاد كلهم من حديث إسحاق بن عبد الله عن أنس قال أبو داود: وماتت بنت ملحان بقبرص، وأم حرام: بحاء مهملة مفتوحة وراء بعدها ألف ثم ميم، بنت ملحان: بحاء مهملة وهو من بني عدي بن النجار، وهي أخت أم سليم، وخالة أنس بن مالك، قال العلماء: وكانت محرمًا لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واختلفوا في كيفية ذلك، فقال ابن عبد البر (٢): كانت إحدى خالاته - صلى الله عليه وسلم - من الرضاع، وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده، لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.

وثبج البحر: بثاء مثلثة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم جيم وهو ظهره ووسطه، قوله - صلى الله عليه وسلم -: "على الأسرة" قيل معناه في الآخرة، والصحيح في الدنيا أي يركبون مراكب الملوك لسعة حالهم.

٤٧٢٥ - قال: إن ضِمادًا قدم مكة -وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح- فسمع سفهاء أهل مكة يقولون: إن محمدًا مجنون، فقال: لو أني رأيت هذا الرجل، لعل الله يشفيه على يديّ، قال: فلقيه، فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح فهل


(١) أخرجه البخاري (٢٧٨٨)، ومسلم (١٩١٢)، وأبو داود (٢٤٩١)، والترمذي (١٦٤٥)، والنسائي (٦/ ٤٠).
(٢) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (٤/ ١٩٣١).