للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه الشيخان كلاهما في المغازي بألفاظ متقاربة من حديث أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، قال: قال رجل للبراء: أفررتم يوم حنين ... الحديث. (١)

٤٧٥٤ - قال: كنا والله إذا احمر البأس، نتقي به، وإن الشُّجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قلت: رواه الشيخان وهو رواية من الحديث الذي قبله. (٢)

واحمر البأس: أي اشتد الحرب من قولهم: موت أحمر إذا وصف.

بالشدة، وربما يكون احمرار الحرب كناية عن كثرة إراقة الدماء.

ونتقي به أي نجعله واقيًا لنا العدو.

٤٧٥٥ - قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينًا، فولّى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما غَشُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: "شاهت الوجوه". فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولّوا مدبرين.

قلت: رواه مسلم في المغازي من حديث سلمة بن الأكوع ولم يخرجه البخاري. (٣)

وشاهت الوجوه: بالشين المعجمة أي قبحت.

٤٧٥٦ - قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل ممن معه -يدعي الإسلام-: "هذا من أهل النار". فلما حضر القتال، قاتل الرجل أشد القتال، وكثرت به الجراح، فجاء رجل، فقال: يا رسول الله أرأيت الذي تحدث أنه من أهل النار، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال، فكثرت به الجراح؟، فقال: "أما إنه من أهل النار". فكاد بعض الناس يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ وجد الرجل ألم الجراح، فأهوى بيده إلى كنانته، فانتزع سهمًا فانتحر بها، فاشتد رجال من المسلمين إلى


(١) أخرجه البخاري (٤٣١٥) (٤٣١٦) (٤٣١٧)، ومسلم (١٧٧٦).
(٢) أخرجه البخاري (٤٣١٧)، ومسلم (١٧٧٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٧٧٧).