للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة، حتى أغار علينا بنو عبد الله بن غطفان، وما يهيجهم قبل ذلك شيء.

قلت: رواه مسلم والنسائي كلاهما في المناسك في حديث طويل من حديث أبي سعيد الخدري، ولم يخرجه البخاري. (١)

"وعيالنا لخلوف" هو بالخاء المعجمة يقال: حي خلوف إذا غاب الرجال وأقام النساء، ويطلق على المقيمين والظاعنين.

والشعب: بكسر الشين هو الفرجة النافذة بين الجبلين، قال ابن السكيت: هو الطريق في الجبل.

والنقب: بفتح النون على المشهور وحكى القاضي عياض (٢) أيضًا ضمها هو مثل الشعب، قال الأخفش: أنقاب المدينة: طرقها وفجاجها.

وما يهيجهم: قال النووي (٣) عن أهل اللغة: يقال: هاج الشر وهاجت الحرب، وهاجها الناس أي تحركت وحركوها، وهجت زيدًا: أي حركته للأمر، كله ثلاثي، والمعنى: ولا كان لهم عدو يهيجهم، ويشتغلون به، بل سبب منعهم قبل قدومنا حراسة الملائكة، قوله: بنو عبد الله: هكذا وقع في بعض نسخ مسلم بفتح العين مكبرًا، ووقع في أكثرها بضم العين مصغرًا، والأول هو الصواب بلا خلاف (٤).

٤٧٦٦ - قال: أصابت الناس سَنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة، قام أعرابي، فقال: يا رسول الله! هلك المال، وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه، وما نرى في السماء قَزَعة، فوالذي نفسي بيده، ما وضعهما حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره، حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته،


(١) أخرجه مسلم (١٣٧٤)، والنسائي في الكبرى (٤٢٧٦).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٤/ ٤٩٤).
(٣) انظر: المنهاج للنووي (٩/ ٢٠٩).
(٤) انظر: إكمال المعلم (٤/ ٤٩٤ - ٤٩٦)، والمنهاج للنووي (٩/ ٢٠٩ - ٢١٠).