للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧٦٧ - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سوارى المسجد، فلما صنع له المنبر فاستوى عليه، صاحت النخلة التي كان يخطب عندها، حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسَكّت، حتى استقرت، قال: "بكت على ما كانت تسمع من الذكر".

قلت: رواه البخاري في الصلاة وفي علامات النبوة من حديث جابر ومقتضى ما قاله ابن الأثير أن أول الحديث من رواية النسائي وباقيه من رواية البخاري. (١)

٤٧٦٨ - قال: إن رجلًا أكل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشماله، فقال: "كل بيمينك"، فقال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت". ما منعه ذلك إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه.

قلت: رواه مسلم في الأشربة والأطعمة من حديث سلمة بن الأكوع ولم يخرجه البخاري (٢).

وهذا الرجل هو: بسر بضم الباء وبالسين المهملة ابن راعي العير بفتح العين، وبالمثناة من تحت، الأشجعي، كذا ذكره ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني وابن ماكولا وغيرهم، وهو صحابي مشهور عده هؤلاء وغيرهم من الصحابة، وأما قول القاضي عياض (٣): ما منعه إلا الكبر: يدل على أنه كان منافقًا فليس بصحيح، فإن مجرد الكبر والمخالفة لا يقتضي النفاق والكفر.

وفيه جواز الدعاء على من خالف الأمر الشرعي بلا عذر. (٤)


(١) أخرجه البخاري في علامات النبوة (٣٥٨٤، ٣٥٨٥)، وفي الصلاة (٩١٨)، والنسائي (٣/ ١٠٢).
وانظر: جامع الأصول (١١/ ٣٣٣).
(٢) أخرجه مسلم (٢٠٢١).
(٣) انظر: إكمال المعلم (٦/ ٤٨٧).
(٤) انظر: المنهاج (١٣/ ٢٧٨ - ٢٧٩).