٤٨٣٩ - وروى مسلم في "الصحيح": حين قتل الحجاجُ عبدَ الله بن الزبير قالت أسماء له: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدثنا أن في ثقيف كذابًا ومُبيرًا، فأما الكذاب فرأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه.
قلت: رواه مسلم في آخر المناقب (١) من حديث أبي نوفل واسمه معاوية قال: رأيت عبد الله بن الزبير على عَقَبة المدينة: قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس، حتى عليه عبد الله بن عمر، فوقف عليه، فقال: السلام عليك، أبا خبيب! السلام عليك، أبا خبيب! السلام عليك، أبا خبيب! أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت، صوّامًا قوامًا، وصُولًا للرحم، أما والله لأمة أنت شرها، لأمة خير، ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر وقوله، فأرسل إليه، فأنزل عن جذعه .. فألقي في قبور اليهود، ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني فقال: أروني سبتيتيّ فأخذ نعليه، ثم انطلق يتوذّف، حتى دخل عليها، فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا، والله ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: حدّثنا: "أن في ثقيف كذابًا ... " الحديث، ولم يخرجه البخاري.
يسحبك بقرونك: أي يجرك بضفائر شعرك.
وسبتيتي: بكسر السين المهملة وإسكان الموحدة وتشديد آخره وهي النعل التي لا شعر عليها، ويتوذف: هو بالواو والذال المعجمة والفاء، قيل: معناه يسرع، وقيل: يتبختر.