للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال بعضهم: وانتصب غربًا تمييزًا لاستحالة الدلو.

والعبقري: بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح القاف وكسر الراء المهملة وهو السيد والكبير، وأصل هذه الكلمة فيما قيل إن عبقر قرية يسكنها الجن فيما يزعمون، فكلما رأوا شيئًا فائقًا غريبًا مما يصعب عمله ويدِقّ، أو شيئًا عظيمًا في نفسه نسبوه إليها، فقالوا: عبقريّ، ثم اتسع فيه حتى سمي به السيد الكبير والقوي (١).

قوله: ضرب الناس بعطن أي رويت إبلهم حتى بركت وأقامت مكانها (٢).

والعطن: منزل الإبل حول الماء وهو بفتح العين والطاء المهملتين.

يقال: عطنت الإبل فهي عاطنة وعواطن إذا سقيت وتركت عند الحياض لتقاد إلى الشرب (٣)، قال في شرح السنة (٤): لم يرد -صلى الله عليه وسلم- نسبة التقصير إلى الصديق في القيام بالأمر، فإنه جد في الأمر، وتحمّل من أعباء الخلافة ما كانت الأمم تعجز عن تحملها، ولذلك قالت عائشة: توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدت العرب، وانتشر النفاق، ونزل بأبي ما لو نزل بالجبال لهاضها، بل ذلك إشارة إلى أن الفتوح كانت في زمن عمر أكثر مما كانت في أيام الصديق لقصر مدته فإنه لم يعش في الخلافة أكثر من سنتين، وامتدت خلافة عمر عشر سنين، وقيل: الذنوبان إشارة إلى خلافة سنتين وأيامًا.

٤٨٧٨ - ورواه ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر، فاستحالت في يده غربًا، فلم أر عبقريًّا يفري فريه، حتى رَوِي الناس وضربوا بعَطَن".

قلت: رواه الشيخان من حديث ابن عمر واللفظ للبخاري (٥).


(١) انظر: النهاية (٣/ ١٧٣).
(٢) انظر: المنهاج (١٥/ ٢٢٩).
(٣) انظر: النهاية (٣/ ٢٥٨).
(٤) انظر: شرح السنة للبغوي (١٤/ ٩١).
(٥) أخرجه البخاري (٧٠١٩)، ومسلم (٢٣٩٣).