للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: أرق أفئدة وألين قلوبًا المشهور أن الفؤاد هو القلب، فعلى هذا يكون ذكر القلب مرتين بلفظين، وقيل: الفؤاد غير القلب، فقيل: باطن القلب، وقيل: غشاء القلب، وأما وصفها بالرقة واللين فمعناه أنها ذات خشية واستكانة، سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير، سالمة من الغلظ والشدة والقسوة.

وأما الحكمة: فقال ابن الصلاح: قد صفا لنا منها أنها عبارة عن العلم المتصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك.

قوله -صلى الله عليه وسلم- يمان ويمانية: هو بتخفيف الياء عند جماهير أهل العربية لأن الألف المزيدة هي عوض عن ياء النسب المشددة، ولا يجمع بينهما، وعن المبرد وغيره: التشديد لغة، والسكينة: الطمأنينة والسكون على خلاف ما ذكر في أصل صفة الفدادين (١).

٥٠٦٤ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدّادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم".

قلت: رواه البخاري في كتاب بدء الخلق في باب "خير مال المسلم غنم" ومسلم في الإيمان (٢) كلاهما من حديث أبي الزناد عن الأعرج أبي هريرة، وقال مسلم: الفدادين من غير واو، والبخاري بواو، وبها روي، وسيأتي تفسير الفدادين في الحديث بعده.

٥٠٦٥ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من ههنا جاءت الفتن، نحو المشرق، والجفاء وغِلَظ القلوب في الفدّادين أهل الوبر: عند أصول أذناب الإبل والبقر، في ربيعة ومضر".

قلت: رواه الشيخان واللفظ للبخاري في كتاب بدء الخلق، ومسلم في الإيمان (٣) من حديث أبي مسعود عقبة الأنصاري.


(١) انظر: المنهاج للنووي (١٦/ ٤٣ - ٤٦)، وأعلام الحديث للخطابي (٣/ ١٧٨٠)، وشرح السنة للبغوي (١٤/ ٢٠٣).
(٢) أخرجه البخاري (٣٣٠١)، ومسلم (٥٢).
(٣) أخرجه البخاري (٣٤٩٨)، ومسلم (٥١).