للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث الخامس عشر: حديث: "إن الناس يمصرون أمصارًا، وإن مصرًا منها يقال لها البصرة، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلأها ونخيلها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها، فإنه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون فيصبحون قردة وخنازير" (١).

قلت: أخرجه أبو داود في "كتاب الملاحم" من طريق موسى الحناط -بالحاء المهملة وبالنون- قال: لا أعلمه، إلا عن موسى بن أنس عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا أنس! إن الناس يمصرون" ورجاله ثقات ليس فيه إلا قول موسى، لا أعلمه إلا عن موسى بن أنس، ولا يلزم من شكه في شيخه الذي حدثه به أن يكون شيخه فيه ضعيفًا، فضلًا عن أن يكون كذابًا، وتفرد به، والواقع لم يتفرد به، بل أخرجه أبو داود أيضًا لأصله شاهدًا بسند صحيح من حديث سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

الحديث السادس عشر: كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير" (٢)، فجاء علي فأكل معه، غريب.

قال ابن الجوزي: موضوع، وقال الحاكم: ليس بموضوع: انتهى.

قلت: أخرجه الترمذي من طريق عيسى بن عمر عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي عن أنس وقال: غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه.

وقد روي من غيره عن أنس، قال: والسدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن سمع من أنس.

قلت: أخرج له مسلم، ووثقه جماعة، منهم شعبة وسفيان ويحيى القطان.

وأخرجه الحاكم من طريق سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس: كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم له فرخ مشوي فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل


(١) حديث رقم (٤٣٣٨).
(٢) حديث رقم (٤٩١٨).