للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معي هذا الطير" فقلت: اجعله رجلًا من أهلي من الأنصار، فجاء علي فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حاجة، ثم جاء فقلت ذلك، فقال: "اللهم ائتني كذلك"، فقلت ذلك فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ": "افتح" فدخل، فقال: "ما حبسك يا علي؟ " فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس. فقال: "ما حملك على ما صنعت؟ " قلت: أحببت أن يكون رجلًا من قومي، فقال: "إن الرجل محب قومه".

وقال الحاكم: رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسًا ثم ذكر له شواهد عن جماعة من الصحابة، وفي الطبراني منها عن شفينة وعن ابن عباس، وسند كل منهما متقارب.

الحديث السابع عشر: حديث: "أنا دار الحكمة وعلي بابها" (١)، غريب لا يعرف عن أحد من الثقات إلا عن شريك، وسنده مضطرب.

قلت: أخرجه الترمذي من رواية محمد بن عمر الرومي عن شريك بن عبد الله القاضي، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة عن الصنابحي، واسمه عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب بهذا، وقال: غريب ورواه غيره عن شريك، ولم يذكر فيه الصنابحي، ولا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك، وفي الباب عن ابن عباس، انتهى كلام الترمذي.

وحديث ابن عباس المذكور أخرجه ابن عبد البر في كتاب الصحابة المسمى بـ "الاستيعاب" ولفظه: "أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه"، وصححه الحاكم، وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس بهذا اللفظ، ورجاله رجال الصحيح، إلا عبد السلام الهروي، فإنه ضعيف عندهم، وذكر أبو أحمد بن عدي أنهم اتهموه به، وسرقه منه جماعة من الضعفاء، لكن أخرجه الحاكم من رواية عبد السلام المذكور، ونقل عن عباس الدوري. سألت ابن معين عن أبي السلط؟ فقال: ثقة.

قلت: قد حدث عنه أبو معاوية بحديث: "أنا مدينة العلم" فقال: قد حدث به محمد


(١) حديث رقم (٤٩٢٠).