السياحة، قال:"إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله" فقال: ائذن لنا في الترهّب، فقال:"إن ترهّب أمتي الجلوس في المساجد انتظار الصلاة".
قلت: رواه المصنف في شرح السنة بسنده المتصل من حديث سعد بن مسعود الصحابي أن عثمان بن مظعون أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ائذن لنا في الاختصاء وساقه بسند فيه مقال. (١)
٥١١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: أنت أعلم أي رب -مرتين- قال: فوضع كفّه بين كَتِفَيّ فوجدت بردها بين ثدْيَيَّ فعلمت ما في السماء والأرض، ثم تلا هذه الآية {وكذلك نُري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفَّارات قال: وما هن؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره، من يفعل ذلك يعِشْ بخير وَيَمُتْ بخير، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمُّه، ومن الدرجات إطعام الطعام، ويذل السلام، وأن يقوم بالليل والناس نيام قال: قل اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات وفعل الخيرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب عليّ، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفّني إليك غير مفتون".
قلت: رواه المصنف في شرح السنة بسنده إلى عبد الرحمن بن عايش يرفعه وعبد الرحمن بن عائش لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ورواه الترمذي في التفسير في سورة الصافات، وذكره بطرق، منها ما حكم بصحته من حديث عبد الرحمن بن عائش الحضرمي عن مالك بن يُخامر السَّكسكي، عن معاذ بن جبل، قال: احتبس عنّا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غَداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءَى عين الشمس، فخرج
(١) أخرجه المصنف في شرح السنة (٢/ ٣٧٠ رقم ٤٨٤) وفي إسناده رشدين بن سعد وابن أنعم الأفريقي فيهما ضعف. انظر ترجمة رشدين في الميزان (٢/ ٤٩)، وابن أنعم الأفريقي في الميزان أيضًا (٢/ ٥٦١).